- كنت اعتقد ان نهر النيل ينبع من بين اصابع الآلهة ويهبط ماؤه من السماء ..حتى تعلمت ماتعلمته
فأدركت أنه نهر كبقية الأنهار ، وأن بقية الأشياء مثل بقية الأشياء ، لا يمتازُ منها إلّا مانميزه نحن بما نكسوه به من وهمٍ وظنٍ و إعتقاد .
- البداية والنهاية إنّما تكونان فقط في الخط المستقيم ، ولا خطوط مستقيمة إلّا في أوهامنا ، أو في الوريقات التي نسطر فيها مانتوهمه .
أما في الحياة و في الكون كله فكل شئ دائري يعود الى مامنه بدأ ويتداخل مع ما به إتصل .
- اللغة لا تنطق بذاتها وانما ينطق بها اهلها ، فإن تغيَّروا تغيَّرت .
- تململ قـس ٌ عربي الملامح ، طاعن في السن ، فكأنما أراد أن يقول شيئاً ،ولما نظر اليه الاسقف تيودور مشجعاً .. سأله القس عن أمر دقيق ،قال : كيف ورثنا عن آدم خطيئة العصيان لأمر الله ، وماهو ذنبنا نحن أبناءه الذين لم نفعل هذه الخطيئة ؟ردَّ عليه الأسقف ، مبتسما ً : نحن نفعل خطايا أخرى كثيرة ، لاتقل خطراً عن عصيان الأكل من الشجرة المحرّمة ،نفعل ذلك و نحن أبناء يسوع ، ليس لأننا ورثنا عن آدم خطيئته ، بل لأننا ورثنا عنه النزوع الى الخطيئة والاستعداد لها .
- نظر نسطـور المبّـجل في عينيّ بعينين ملؤهما الأسـى وقال ما معناه : هل فيما أقرره أيّ شئ عجيب ،
أم أنّ العجب مما يقوله كيـرُّلـُّس و أشياعه ؟ يا هيبـا ، إنّ الخطر أبعد و أهم من لفظة ثيوتوكـوس * التي يتسلى الجهلة والعـوام بترديدها .
فالأمـر يتعلق بحقيقة الايمان ، وبقدرة هذا الدين الحق على مخاطبة قلب الانسان و عقله ، في كل زمان ومكان .
ان الوثنيين يهزأون من إسرافنا في الخرافة ، وسيأتي من بعد هـؤلاء المستهزئين بنا مستهزئون منا ،
يسخرون من تلك الأوهام ، ويحاولون طرحها ، فيطرحون الديانة بجملتها ، ان البشارة والمعجزة الآلهية يا هيبا سـر نادر لو أفرِط فيه سيفقد معناه ، ونفقد نحن الايمان ، ونضاد بالعقل !
* ثيوتوكـس : والـدة الاله .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق